الأربعاء: 30. 11. 2005

معرفتي بالشاهد السوري تعود الى شهرين فقط وكان هدفه مقابلات إعلامية وصورة مع الحريري

ردّ الزميل فارس خشان على ادعاءات المواطن السوري هسام طاهر هسام بالآتي:

على الرغم من ان المسلسل الذي عرضته لجنة التحقيق السورية الخاصة وقام بتمثيله هسام طاهر هسام قد جاء كوميدياً الى أقصى الحدود الا انه فات أجهزة المخابرات السورية التي أخرجته وألفته أن تضع ملاحظة ضرورية ومفادها ان الوقائع المذكورة فيه كلها من نسج الخيال.
ولأن السلطات السورية المختصة قد تقاعست عن القيام بواجباتها أجد نفسي مضطراً لتوضيح الآتي:
أولاً: انني أضع نفسي وكل ما أملكه من أدلة دامغة قوامها شهود لبنانيون أحرار وبيانات هاتفية ورسائل قصيرة بتصرف القضاء اللبناني ولجنة التحقيق الدولية للتأكد من أن هسام هسام قد نطق أو اضطر على النطق بالباطل ارضاء لقياديين أمنيين سوريين سبق وقال عنهم في لبنان ما لم يكن يعرفه عنهم احد الا من سبق له وعاش معهم في لياليهم ونهاراتهم على مدى ثلاث عشرة سنة من العمل الاستخباراتي الذي شعر اللبنانيون بنتائجه المافيوية من دون أن يدركوا يوماً تركيبته.
ثانياً: كنت على استعداد لأن أضع نفسي أيضاً بتصرف لجنة التحقيق السورية الخاصة لو انها راعت القواعد القانونية البديهية في أعمالها، بحيث تحفظت على شاهدها واستمعت سراً الى معطياته وسعت الى التحقق من صحتها بدلاً من أن تعرضه على وسائل الاعلام بعدما اصبح بمتناولها كما لو كان في حقيقته مجرد أسير حرب مطلوب منه ان يروي قصة مخطط وهمي يرسمه العدو، بهدف وحيد وهو شد أزر مجموعة مشتبه بها لا مناص لها من الخضوع لاستجواب امام قضاة مستقلين ومحترفين، ومع ذلك سوف أدرس مع المستشارين القانونيين امكان تزويد اللجنة بنسخة عن الشكوى الموثقة بالأدلة التي سأتقدم بها أمام القضاء اللبناني وأمام لجنة التحقيق الدولية لتبيان الحقيقة الكاملة في ملف له صلة جوهرية بملف شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري.
ثالثاً: من نافل القول انه لا علاقة لي من قريب او من بعيد بذهاب هسام هسام الى لجنة التحقيق الدولية، لأنني بالنتيجة لم أتعرف على هذه الشخصية الا منذ شهرين فقط، بعد أن اتصل هو مباشرة بتلفزيون المستقبل تاركاً على السنترال رقم هاتفه طالباً مقابلتي لمسألة في غاية الأهمية لها علاقة بما سماه الشاهد المقنّع، ومعروف ان هسام هسام كان قد تقدم للشهادة قبل خمسة أشهر وتحديداً في حزيران 2005 وأبقته لجنة التحقيق تحت الاختبار حتى أيلول 2005 حين قبلت ان تضبط افادته. وقد ركز هسام طوال الوقت على رغبته الملحة بإجراء مقابلة تلفزيونية وصحافية ولما جبه بالرفض لاعتبارات لها علاقة بسلامة التحقيق طلب اجراء مقابلة مسجلة تبقى في الأرشيف في حال تعرض لأذى من المخابرات السورية كما قال، لكن طلبه هذا جبه ايضاً بالرفض اعتقاداً منا ان هويته يجب عدم تعميمها ولو ضمن البيت الواحد، وبعدما تلمسنا ان لديه اهدافاً مشبوهة، اذ كيف يمكن لشاهد مقنع ان يصر الى هذا الحد على كشف هويته وصورته.
رابعاً: لا يستحق نفي صحة الكلام الخيالي عن مفاوضتي لهسام هسام في ما سماه مكان التوقيف طول شرح، بعد ان تأكد بالدليل القاطع ان هسام كان موضوع تحقيق بأحد الملفات قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وليس بعده، بغض النظر عن عدم وقوع أي انفجار في منطقة الدورة في تلك الفترة، وبغض النظر ايضاً عن انني صحافي فخور بمهنته ومتمسك بها طالما تمسكت بي الحياة، ولست رئيساً جديداً لنوع جديد من الـ "غستابو" له مزايا من كان يعمل هسام لمصلحتهم وعاد اليهم بعدما اكتشف ان تقديم الافادات في لبنان تكون في خدمة الحقيقة ولا توفر لأي كان امتيازات سلطوية أو مادية.
خامساً: في الزيارات القليلة التي كان يقوم بها هسام لمكتبي بعد طول الحاح، كان يرجوني ان أدبر له موعداً خاطفاً مع رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري، فكنت أغرق في الضحك فيجيبني جاداً ان هدفه ليس طلب المال انما فقط أخذ صورة مع الشيخ سعد ليقدمها هدية لخطيبته، فكنت أهدئ طموحه الجامح بالقول انني شخصياً لا أستطيع أن أرى الشيخ سعد لاضطراره للبقاء خارج لبنان.
سادساً: يعرف القاصي والداني انني لست مستشاراً للنائب سعد الحريري بل انا صحافي في "هولدينغ المستقبل" تربطني علاقات طبيعية بكثير من السياسيين الذين اعتز بهم وبدورهم الوطني.
سابعاً: ان تركيز المخيلة السورية على دور مركزي لي في كوميديا هسام لم يفاجئني مطلقاً، فكل من يعود من سوريا يطالب بتوقيف عرض برنامج التحقيق لأجل لبنان وهناك تسجيلات ومقالات تثبت ذلك كانت قد سبقت وعادت ولحقت بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي تكلم فيه عن ان لكل ساعة بث تلفزيوني ثمنها.
ثامناً: لن أكشف ما كان يقوله لي هسام هسام عن الضباط السوريين الذين سمعت منه، لأول مرة أسماءهم حرصاً على حياته من غضبهم.
تاسعاً: اما مسألة الاتصال بفتاة اسرائيلية تسمى ميسا فهي لعبة مكشوفة تذكرنا بفيرا منسى في قضية تفجير كنيسة سيدة النجاة، فنحن قوم لا نقبل تقديم أدلة على انتمائنا الى ثوابتنا الوطنية التي لا قيمة لها متى تنازلنا عن معاقبة كبار المجرمين وتنازلنا قيد أنملة عن حقنا المقدس بنظام ديموقراطي يأخذ سلطته من الشعب، وليس من عسس استخباراتي لا تزال نماذجه السياسية البشعة تتربع على الصفحات الأولى للصحافة السورية بعد أن تتلقى أمر العمليات من الريف الدمشقي.